|
|
كلمات في حق الدكتور عبد اللطيف الطاهري بأنامل الاستاذ الحسن السرات
أضيف في 11 غشت 2013 الساعة 53 : 21
كلمات في حق الدكتور عبد اللطيف الطاهري بأنامل الاستاذ الحسن السرات :
إن إلى ربك الرجعى: الدكتور عبد اللطيف الطاهري إلى رحمة الله ذهلت عندما علمت اليوم خبر وفاة أخي القديم الحميم الدكتور عبد اللطيف الطاهري المختص في طب الكلى بتطوان وصاحب المبادرات الحسنة في مراكز تصفية الكلى. عرفت عبد اللطيف الطاهري منذ بداية ثمانينات القرن الماضي عندما تعرفت على عائلته الكبيرة بمدينة القصر الكبير ونحن نتردد على الجمعية الإسلامية وعلى أعضائها الأوائل، أذكر منهم محمد الطاهري وعبد الله الطاهري وعبد اللطيف الطاهري. عائلة كانت تقوم بأدوار دور الأرقم بن ابي الأرقم في الدعوة فتحتضن الجلسات التربوية للتزكية وتلاوة الآيات وتعليم الإسلام، وتحتضن اللقاءات التنظيمية والتشاورية، وتتخذ فيها القرارات، وتوضع فيها الأمانات للذاهبين من أجل التخييم أثناء الذهاب والإياب. مثلها في ذلك مثل عدة عائلات بالقصر الكبير كعائلة عبد الناصر التيجاني وعائلة بوانو وغيرهما. عرفت عبد اللطيف الطاهري شابا يشع النور من وجهه وعينيه وشفتيه ويديه ورجليه: طاهرا طهورا، كأن الاسم العائلي تجلى فيه بجلاء أكثر من باقي إخوانه. عرفته جارا لي في الحي الجامعي السويسي الثاني نلتقي في السلاليم والممرات صعودا ونزولا فنتوقف للتذاكر والتشاور والتواعد. وعرفته في دار الطلبة القصريين بحي اليوسفية وحي التقدم بالرباط حيث كنا نأتي من جهات مختلفة ونلتقي سرا لنذكر الله ونتلو كتابه ونتدارسه ونتدارس حديث نبيه الكريم وأوضاع الدعوة الجنينينة بالمغرب والعالم العربي والإسلامي. عرفته مختصصا في دروس تجويد القرآن الكريم وكان يلقيها بمسجد الحي الجامعي الصغير، وبالجلسات التربوية وبالجمعية الإسلامية بالقصر الكبير وفي المخيمات الصيفية، بل المعسكرات الصيفية. وكم صلى بنا الصلوات المفروضة بالمسجد المذكور، وكم صلى بنا صلاة التهجد والقيام بغرف الحي الجامعي وبدار الأرقم بن أبي الأرقم. وكم بكى وأبكانا بصوته العذب الطري وشهقات الحب الإلهي وزفرات الخوف والإشفاق. عرفت صاحبي وأخي الحميم تحمر وجنتاه كالعذراء ليلة زفافها سواء وهو يكلمك لطيفا أو يجادلك شديدا وحازما. وعرفته سباقا للسحر والفجر والصبح وباقي الصلوات. وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإن النفس لتأسى للفراق، لكن ما يخفف من اللوعة والألم أن الطاهر عبد اللطيف الطاهري عاش يبذر الخير ويوزع البسمة ويمسح بيديه الطاهرتين الأحزان والأوجاع، ثم اختاره سيدنا ومولانا الكريم الحليم الرحيم في أوائل شهر النور والرحمة والغفران. فهنيئا لك أيها الصاعد الراحل بهذه النهاية السعيدة والختم الحسن. نسأل من هو قريب ومجيب أن يضاعف لك الفرح والسرور والبهجة والنور وأن يلحقنا بك فرحين مستبشرين، وأن يرزق أهلك وأحبابك الصبر الجميل والرجوع إلى الله. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
|
|
3113 |
 |
0 |
 |
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|